رُغم التكتّم الشديد حول ما يدور داخل المؤسسة، مصادر خاصة تكشف لـ”الدوحة نيوز” عن استمرار الإهمال في مركز رعاية الأيتام “دريمة” في قطر.
كشفت مصادر خاصة عن تواصل الوضع المتردّي في مركز رعاية الأيتام “دريمة“، وذلك بعد نشر “الدوحة نيوز” تقريراً في فبراير الماضي، يكشف حجم الإهمال الذي تعانيه الدار الوحيد للأيتام في دولة قطر.
ويعاني مركز “دريمة” من تدهور الوضع المعيشي لنزلائه من الأيتام منذ تعيين الإدارة الجديدة، وأشارت المصادر إلى أن الإدارة “لم تفعل شيئًا يُذكر على كافة المستويات حيال توفير الدعم والرعاية للأيتام الذين كان من المفترض أن يشكل المركز ملاذاً آمناً لهم”.
وحول أسلوب الإدارة الجديدة؛ فقد ألغت عدداً من الخدمات الرئيسية التي كانت قد وفرها المركز من قبل، من بينها مبادرة “الأسرة الصديقة” التي عملت على استقطاب المتطوعين لتوفير الصُحبة والرعاية للأيتام، وللمساعدة في عملية التعلُّم. وفقدت الفئة العمرية من الأيتام – في سن الثامنة عشرة – عدداً من المزايا التي سبق وأن تمتعوا بها في مركز “دريمة” مسبقاً مثل الحصول على مصروفات جيب شخصية، وذلك بناءً على تعليمات من القائم بأعمال المدير التنفيذي للمركز نور صالح الحر، وفقاً للمصادر.
وعلى الرغم من الاستياء الواسع بين المتابعين في أعقاب نشر تقريرنا السابق عن وضع المركز المتردي في رعاية الأيتام، لم يتم تحسين الأوضاع أو العمل على تعديل الوضع المعيشي لنزلائه.
وفي مداخلة خاصة لـ”مها” -إحدى نزيلات المركز الشابات التي رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي لدواعٍ أمنية- قالت “الظروف في المركز باتت أسوأ بالنسبة للجميع”، وخاصة بعد أن تدهور مستوى المرافق والخدمات في المؤسسة، وحتى نوعية الغذاء المُقدّمة لهم.
وأوضحت الشابة لـ”الدوحة نيوز”: “يقدمون لنا كل يوم نفس وجبة الغداء..وعندما طلبنا منهم تغيير الطعام، رفضوا”، مضيفةً: “اعتدنا أن يكون لدينا غرفة موسيقى مع ألعاب ووسائل ترفيهية، ولكنهم أخذوا منا هذا أيضاً، حتى إنهم لا ينفقون أي أموال على ملابس الأطفال”.
واستنكرت “مها”: “ليس لدينا آباء أو عائلات، نحن نعتمد على المركز فقط ولا نملك غيره”.
ويوفر مركز رعاية الأيتام “دريمة” الذي يتم تمويله رسمياً من قِبَل الدولة، المأوى والدعم المالي والخدمات الطبية والتعليمية لهذه الفئة من المجتمع.
كما تتعاون المؤسسة بشكل وثيق مع السلطات المحلية والمجتمع لزيادة الوعي بقضايا الأيتام ووضعهم في الدولة، إضافة إلى تواصلها مباشرة مع الآباء الحاضنين للأيتام. ومن المفترض أن يؤوي المركز مئات الأطفال والشباب الذي تيتّموا أو هُجّروا أو واجهوا بيئات أسرية غير آمنة مثل العنف الأسري والإدمان.ومع ذلك، كشفت مصادرنا أن إجراءات كفالة الأيتام في حد ذاتها كانت ضمن الخدمات التي تم توقيفها في المركز مع استلام الإدارة الجديدة مهامها، دون إبداء أسباب لهذا التوقيف.
وتأتي تلك الشكاوى والانتقادات في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة في المؤسسة والأخصائيون الاجتماعيون في مركز”دريمة”، تجاهل الوضع وعدم تحسين الظروف المعيشية للأيتام وفقاً لتصريحات النزيلة “مها” لموقعنا.
جدير بالذكر أن مركز “دريمة” نفى في بيان سابق له ما جاء في تقرير “الدوحة نيوز” الذي سبق نشره في فبراير الماضي حول أوضاع معيشة الأيتام المتردية في المركز.
اقرأ أيضاً: Qatar orphanage Dreama responds to complaints of negligence
وجاء في بيان المركز الذي يعمل تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، أنه “لم تُسحب أي معونة مالية لأي يتيم غير حاصل على وظيفة بدوام كامل”. وأشار إلى أنه “بمجرد عثور النزيل على فرصة عمل وتأكد المركز من أن الشاب الذي يعيش تحت رعايته يتقاضى راتباً منتظماً، يتم حينها وقف المعونة المالية المقدمة له”، إذ يُعتبر اليتيم في هذه الحالة “مستقلًا مادياً”، وفقاً للبيان.
وأوضح “دريمة” حينها أن المركز يقدم التوجيه والمشورة أثناء الدراسة الجامعية للأيتام، إضافة إلى التدريب المهني وتوفير الاستشارات الخاصة بهم عند بلوغ الطفل سن الـ18 عاماً. وأضاف المركز: “إجراءات دعمنا راسخة منذ أمد بعيد وتهدف إلى تمكين الأيتام حتى بلوغ سن الرشد”.
وقد أظهرت البيانات التي قدمها “دريمة” للموقع، أن أكثر من 300 يتيم في المركز قد تم توظيفهم بالفعل، وهم مستقرون في عملهم حتى الآن. وأشار في تصريحه الأخير أن “تقديم الدعم المالي يخضع لمعايير دقيقة ومدروسة لضمان استمرارية ومستقبل الأيتام”. كما أكد البيان أيضا أن المركز والمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي “يتمتعان بشفافية عالية ويعتمدان سياسة الباب المفتوح”.
إلا أن بيان المركز لم يتطرق إلى الشكاوى التي وردت في تقرير “الدوحة نيوز” فيما يتعلق بإلغاء مبادرات الترفيه والمرافقة، أو بقضية الوجبات الغذائية المقدمة للنزلاء.
وحتى الآن، لم يوضح مركز “دريمة” ما إذا كان قد اتخذ أو سيتخذ إجراءات لعلاج المشكلات السالف ذكرها.