أثارت مقاطع الفيديو والصور المتداولة عبر وسائل التواصل الإجتماعي للطوابير الطويلة للراغبين في إجراء الفحص التشخيصي لفيروس كوفيد-١٩ أمام المستشفيات والمراكز الصحية في قطر حالة من القلق، حيث تُواجه البلاد على ما يبدو بوادر أزمة في تلبية الحاجة المتزايدة لإجراء ذلك الفحص في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة في الآونة الأخيرة.
شهدت قطر مؤخرا ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، صاحبها تأخير كبير في ظهور نتائج الفحص. ووفقاً لبعض تعليقات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فقد يستغرق تحديد موعد لإجراء الفحص في أي من المراكز الطبية في قطر إلى ما يزيد عن 24 ساعة، مما اضطر العديد من الأشخاص المسافرين إلغاء رحلاتهم لعدم تمكنهم من الحصول على شهادة تؤكد نتيجة الفحص السلبي وخلوهم من الفيروس
كما عبر العديد من مستخدمي تويتر عن انزعاجهم من الطوابير أمام المراكز الصحية والمستشفيات المخصصة لإجراء الفحص، لعدم التزام الكثير منهم بقوانين التباعد الاجتماعي.
ونقلاً عن شهود عيان فقد شهد مستشفى سدرة أكثر من 500 شخص ينتظرون في طوابير للخضوع للفحص منذ الساعة السابعة صباحا، بينما انتظر أكثر من 200 شخص أمام مركز روضة الخيل.
كما قال أحد الشهود لدوحة نيوز: “من الواضح أن بعض من اصطفوا في الطابور كانوا مُصابين بالفيروس، ورأيت صبيًا صغيرًا يتقيأ في يدي أمه، كما أن العديد من الأشخاص الآخرين يسعلون باستمرار، لذا غادرت المكان حيث شعرت بخطورة البقاء منتظراً”
وعبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم ومعاناتهم مما يحدث، حيث أكد أحدهم إمكانية زيادة انتشار عدوى المرض بالفيروس نتيجة حالة الإهمال المتعمد والتراخي في تطبيق قوانين التباعد الاجتماعي، خاصة بين الأشخاص الذين يُعانون فعلاً من الأعراض وقد ينقلونها للآخرين المنتظرين بجوارهم، بالرغم من تواجد عناصر الشرطة في المكان٫
انا وصلت امس الاربعا المسا من امريكا
و الله العظيم مصدوم من الزحمه
مافي مستشفى قبل يسوي لي فحص pcr سريع
معاناه كبيره جدا ، انا شفت فوضى ومصدوم— محمد (@qatar0974) December 30, 2021
بينما وصف شخص آخر الوضع بأنه صادم، حيث لم تقبل أي من المستشفيات إجراء الفحص السريع له بعد عودته من السفر منتقدًا حالة الفوضى والازدحام التي رآها في المستشفيات
وطالبت جميع المراكز الصحية من ليس لديه حجز مسبق لإجراء الفحص بالمغادرة، ومع ذلك تم إخبار من قاموا بحجز مواعيد مسبقة بأن النتيجة قد تستغرق إلى ما يصل 36 ساعة، والذي يُصبح غير ضروري لمن لديه خطط للسفر قبل هذا الموعد.
يتساءل العديد من الأشخاص حول سبب حدوث مثل هذه الأزمة بعد مرور عامين على الجائحة، ما يُفترض أن يمنح مسؤولي الصحة متسعاُ من الوقت للتعامل مع الزيادة المفاجئة في الأعداد على الرغم من أن الأطباء والعاملين الأساسيين في الرعاية الصحية يحصلون على أولوية إجراء الاختبار، إلا أن أحد الأطباء في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أخبر موقع دوحة نيوز أنه قد أجرى اختبار PCR يوم الثلاثاء وكان عليه الانتظار 48 ساعة للحصول على النتيجة.
كما طال انتقاد المستخدمين اعتماد وزارة الصحة العامة كلياً على إجراء الفحوصات في مختبرات مؤسسة حمد الطبية فقط، حيث يتم إرسال جميع المسحات التي تُجرى في أي من المراكز الصحية في قطر الى إحدى منشآت حمد الطبية ما يجعل تراكم أعداد المسحات أمرا لا مفر منه٫
هل فعلاً تتضاعف الأعداد؟
هناك شكوك من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العدد الرسمي لحالات الإصابات التي تعلن عنها وزارة الصحة العامة يومياً؛ حيث تم الإعلان يوم الخميس عن تسجيل 542 حالة جديدة في الدولة، ولكن بناءً على الأعداد الكبيرة للأشخاص الذين كانوا يصطفون في طوابير لإجراء الفحوصات والتأخير الشديد في إصدار النتائج، يعتقد الكثيرون أن العدد الفعلي أعلى بكثير من الأعداد المعلنة
والله انا اشك بالعدد روح مركز روضه الخيل الساعه ١٢ وشوف عدد المنتظرين للفحص مش اقل من الف شخص لو قلنا ٣٠٪ منهم مصابين فالعدد غير صحيح احنا نتمنى المصداقيه لسبب واحد زايده الاجراءات الاحترازيه وبالاخص قيود السفر وخروج الاطفال بدون سبب
— Maryam Almotawa (@almotawa_maryam) December 27, 2021
كما قال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لموقع دوحة نيوز، إنه اضطر لدفع 300 ريال لإجراء الفحص ومن ثم غادر المكان بسبب الإهمال وانعدام النظام، حيث تلقى أكثر من مرة تنبيهات من تطبيق احتراز بوجود ما يقرب اثني عشر حالة إيجابية (مصابة بالفيروس) على مقربة منه.
وكان مجلس الوزراء القطري قد أعاد تفعيل قرار فرض ارتداء الكمامات في جميع الأماكن العامة المفتوحة والمغلقة، وفرض بعض القيود على التجمعات العامة يوم الأربعاء.
وفي وقت سابق من هذا العام، خفضت وزارة الصحة سعر اختبارات فحص كورونا من 300 ريال قطري إلى 160 ريال قطري لتلقي النتائج في 12-18 ساعة٫
كما كان من الممكن للمسافرين الحصول على النتائج في غضون ٦-٨ ساعات، وذلك من خلال إجراء الفحص السريع بتكلفة ٣٠٠ ريال قطري، أو في أقل من ٣ ساعات بتكلفة ٦٠٠ ريال قطري.