بالرغم من الاستنكار الشعبي الواسع لشركة “فينكس” المتخصصة في وسائل النقل الخفيفة، والممولة من قبل “إسرائيل”، تواصل الشركة توسيع نطاق خدماتها في دولة قطر، وذلك بعدما بدأت شراكة جديدة مع “أسباير زون”.
دخلت شركة “فينكس” المُشغِّلة لوسائل النقل الخفيفة، في شراكة حصرية مع “أسباير زون” لإطلاق دراجاتها الكهربائية في المنطقة، وذلك على الرغم من ردة الفعل العنيفة التي تسببت بها الشركة سابقًا في قطر، بسبب مستثمرها الإسرائيلي المعروف بمعاداته للدولة.
وتهدف الشراكة إلى تقديم وسائل التنقُّل في أرجاء المُجمَّع إلى زوار أسباير زون، بالإضافة إلى توفير أماكن مخصصة في منطقة أسباير للدراجات البخارية الإلكترونية الجديدة.
توسُّع في قطر بالرغم من الرفض الشعبي الواسع
إلى ذلك، من المقرر أن تقدِّم فينكس خدمة الدراجات الالكترونية في أسباير زون، مع خطط لتوسيع نطاق خدماتها الى مناطق أخرى في دولة قطر.
وبالرغم من تلك التوسُّعات المُحتملة في المستقبل، تظل التساؤلات حول التمويل الاسرائيلي المثير للجدل بدون إجابة واضحة.
ووفقاً لما أورده موقع دوحة نيوز في وقتٍ سابق، لاقت شركة فينكس ردة فعل عنيفة في دولة قطر، نظراً إلى أن الممول الرئيس لخدماتها هو صندوق رأس المال الاستثماري الإسرائيلي “مانيف موبيلتي”.
إذ تلقت شركة دراجات سكوتر الكهربائية 3.8 مليون دولار من شركة الاستثمارات الإسرائيلية، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2020 الماضي.
وتُعتبر شركة فينكس، ومقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، هي أول شركة إماراتية ناشئة تحصل على دعم استثماري إسرائيلي، بعد أن قامت أبو ظبي بتطبيع العلاقات مع الدولة الصهيونية في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي أيضاً.
تعمل الشركة أيضاً في دولة البحرين، وهي الأخرى كانت قد تبِعت خطى الإمارات في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”. ومع ذلك، فهي تعمل أيضاً في كلٍ من دولة قطر والمملكة العربية السعودية اللتين لم تُقيما علاقات مماثلة مع “تل أبيب”.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت شركة دراجات سكوتر عن إطلاق خدماتها في دولة قطر، وأكد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي “جايديب دانوا” لموقع دوحة نيوز في ذلك الوقت، أن وزارة النقل القطرية سهلت تلك العملية.
وتعمل الشركة حالياً عبر منطقة الخليج الغربي، وعنيزة، والقطيفية، والوعب؛ كما توسَّعت لتصل للسكة الحديد في قطر.
مستثمر إسرائيلي متطرف يعادي دولة قطر في مناسبات عديدة
بغض النظر عن تمويل فينكس المثير للغضب في الدولة، يُعرف مايكل جرانوف، المؤسس والشريك الإداري في شركة “مانيف موبيلتي” الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لها، بمُعاداته لدولة قطر. كما سبق أن أدلى بعدة تصريحات مسيئة لدولة فلسطين.
كذلك خلال العام 2014، مع ظهور بوادر الأزمة الخليجية، دعا جرانوف حينها إلى فرض حظر على الدوحة، وذلك قبل ثلاث سنوات من فرض حصار بري وجوي وبحري غير قانوني على قطر.
كما وجَّه رجل الأعمال الإسرائيلي الاتهامات لدولة قطر بدعم الإرهاب في عدة مناسبات، وزعم أن الدوحة تموِّل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. لكنه بطبيعة الحال لم يتقدم بأي دليل أو مصادر لدعم مزاعمه.
لا تقتصر تعليقات جرانوف التحريضية على مهاجمة دولة قطر فحسب، وإنما يظهر فكره الصهيوني الراسخ باستخدامه مصطلح “الإرهابيون الفلسطينيون” بشكل متكرر عند الإشارة إلى الشعب الفلسطيني.
وفي عام 2018، صرَّح جرانوف أن دعم إيرلندا لبرنامج الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين يحدث باعتبار أن العاصمة دبلن “تموِّل الإرهابيين”.
كذلك وصف المستثمر الإسرائيلي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على تويتر، في العام 2018 أيضاً، أي متظاهر فلسطيني في غزة بأنه “إرهابي من الغُزاة”.
جدير بالذكر أن أكثر من 50 فلسطينياً قُتلوا في الاحتجاجات خلال هذا العام، وكان العديد منهم من الأطفال، إذ لقوا حتفهم برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء احتجاجهم على حافة الشريط المُحاصر.
معارضة شعبية لتناقض موقف قطر الداعمة الأولى للقضية الفلسطينية
مع الطبيعة المثيرة للجدل للشركة، يتساءل الشعب في أنحاء دولة قطر عن سبب وكيفية السماح لشركة مموَّلة من قبل مُستثمر إسرائيلي معروف بتوسيع خدماتها في البلاد، خاصة مع موقف الدوحة الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
وكجزء من تحقيق تم إجراؤه العام الماضي، تحدث موقع دوحة نيوز إلى جايديب دانوا الرئيس التنفيذي لشركة فينكس، لمعرفة المزيد عن مستثمر شركته الرئيسي.
وعندما سُئل عما إذا كانت فينكس قد سعت إلى الاستثمار الإسرائيلي لأسباب سياسية بعد توقيع “اتفاقات أبراهام”، قال داناوا إن شركته لم تستهدف أبداً المستثمرين الإسرائيليين عن قصد.
إلا أن أحد رجال الأعمال الإماراتيين في ذلك الوقت صرح قائلاً: “بصفتنا رواد أعمال، نحن نبحث عن مستثمرين ذوو قيمة مضافة..لم نقرر أبداً البحث عن أموال من ‘إسرائيل’. لقد كنا نبحث عن أفضل مستثمر يمكنه دعمنا في المقام الأول”.
وتابع ” لسنا سياسيون للغاية، وأعتقد أن هناك الكثير من الفرص للتعاون..الأمر يتعلق بالعزلة مقابل الاندماج، وهما نهجان مختلفان للغاية”، مضيفاً أنه بوجود التكامل والتعاون، يُمكن تعزيز التفاهم بشكل أفضل.
تعريف بشركة فينكس
تقوم شركة “مانيف موبيلتي” الاستثمارية التي يقع مقرها في “إسرائيل”، بتمويل شركة فينكس التي بدأت كمشروع ناشئ في الإمارات العربية المتحدة منذ بدء تطبيع العلاقات.
وقد تم إطلاق مشروع فينكس من قِبَل المؤسسان جايديب دانوا وآي كيو سايد، بالتعاون مع بعض الأفراد من شركة “كريم” في الإمارات العربية المتحدة، إذ تُخطط شركة فينكس للتوسع أكثر لتصبح المشغل الأول في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول 2022.
وتستمر فينكس على غرار غيرها من شركات النقل الإسرائيلية، التوغل في الشرق الأوسط، إذ لا يزال تطبيق شركة “وييز” الاسرائيلي يعمل في العديد منها، لا سيما في دولة قطر أيضاً.